* مفيش مشكلة… اشتغل و انجح و اثبتلي عكس كل افعالك اللي فاتت… اه حاجة اخيرة… مراتك لو رجلها خطت على الشركة… هقـ,ـطعها… تمام ؟
جاءت نور بعد ما ارتدت ملابسها و قالت بحماس
* يلا بينا يا مراد…
– خليكي انتي في القصر هنا يا نور…
* ليه ؟
– اسمعي الكلام…
* ما تفهمني ليه ؟ انت لسه قايلي هنروح الشركة سوا…
– مينفعش… خليكي هنا احسن ليكي…
* احسن ليا ولا عمو فريد قالك مروحش معاك الشركة ؟
إلتفت مراد و خرج… قال فريد
* اه انا قولتله متروحيش… شركتي و انا حُر فيها…
* بس انا مرات مراد !!
* فعلا انتي مراته… بس يا ترى بقيتي مراته ازاي ؟ فاكرة ولا احب افكرك ؟
* عمو فريد انت لسه مضايق مني ؟
* و مستحيل اسامحك على اللي عملتيه… خليتي ولادي يكر*هوا بعض و مستحيل يرجعوا زي الاول… اوعي تكوني مفكرة انك هنا عشان اعتبرتك مرات ابني بجد… انتي هنا بس عشان مراد مش اكتر… لولاه كنت طردتك من هنا…
* هل كنت هتقول نفس الكلام ده لمرات آدم ؟ كنت هتمنعها انها تروح الشركة زي ما عملت معايا دلوقتي ؟
* مالها مرات آدم ؟ قاعدة في حالها ولا بتفرق بين ده و ده… اتجوزت آدم و مبصتش لأخوه و لسه متعرفش اسمه اصلا… ليه بقا ؟ عشان هي مركزة مع جوزها وبس… مش في دماغها حاجة تاني… همنعها ليه تروح الشركة ؟ آدم جوزها و تروح براحتها… لو راحت معاه الشركة مش بعيد بعد ما تفهم الشغل هناك ازاي تبقى ايدها بإيد آدم و تساعده كمان لانها بنت طموحة… اما انتي لو روحتي هتعملي مشاكل تاني بين الأخين… كفاية يا نور ارحمي اولادي بقوا مش اخوات بسببك… كفاية بجد !! اطلعي على اوضتك…
نظرت له بغضب و ذهبت…
**********
كان آدم يقف أمام المرآة و يُغلق أزرار قميصه… لبس جاكت البدلة و عليه معطف لان الجو بارد… خرج من غرفة الملابس… كانت أسيل جالسة على الاريكة و ترتدي الهودي الخاص به على شورت قصير و تُعد له بعض السندويتشات…
” بتعملي ايه ؟
‘ عملتلك سندويتشات تفطر بيها قبل ما تخرج…
” مش عايز… ابقا افطر في الشركة…
‘ لا… مش هخليك تخرج كده من غير فطار… تعال اقعد…
نظر لها من شكلها المثير الذي لا يستطيع مقاومته… جلس بجانبها و قال
” عملالي سندويتشات ايه ؟
‘ جبنة رومي و لانشون… مربى و زبدة فسدق… امسك كُل…
اكلته بنفسها و اكل… نظر لها و هي تضع شرائح الجنبة الرومي في الخبز ثم تأكله إياها…
” اول مرة يعني تهتمي بفطاري كده…
‘ قولت مينفعش تخرج كده على معدة فاضية… اروح اعملك قهوة ؟
” لا لا… هشرب في الشركة…
‘ هو كل حاجة هتعملها في الشركة ؟
” و هتأخر هناك كمان…
‘ انت بتشتغل ايه اصلا ؟
” انتي متعرفيش ؟
‘ اعرف بس عايزة اسمع منك…
ابتسم و امسك سندوتش و اكله لها…
” بصي انا معايا مجموعة شركات للتصدير في قلبهم شركة وحدة… الشركة الأم اللي اسسها بابا و عمامي الاتنين من الصفر لحد ما كبرت و اشتهرت… عمامي الاتنين للأسف اتوفوا ف بابا مسك كل حاجة مكانهم… كنت صغير انا في ساعتها… كنت 17 سنة… كنت فضولي و عايز ادخل المجال ده بأي طريقة… بدأت امسك الشغل لبابا في حاجات صغيرة اوي لحد ما فهمت و عرفت كل حاجة… فبقيت اساعد بابا في كل حاجة… للأسف بابا صحته اتد*هورت و جاله السكر… فبقيت انا و مراد مسؤولين عن كل حاجة… بس مراد مش بيحب المجال ده ف سابه… و بقيت انا الوحيد في الساحة… اوقات كنت ببات في الشركة من ضغط الشغل… اشتغلت كتير اوي لحد ما كبرت الشركة و كسبت كتير و بقية الشركات انا فتحتها… و معايا 9 سفن بأسمي…
‘ بسم الله ماشاء الله… حلو اوي… بس انت لسه صغير مش كبير يعني و عملت ده كله ؟
” الفكرة بقا في اللي هنا ( أشار لعقله ) ده مساعدني اوي…
‘ طب و اللي هنا ؟ ( أشارت لقلبه ) أكيد ساعدك برضو…
” لا خالص… ده غبـ,ـي و سا*ذج…
‘ ليه بتقول كده ؟
نهض و نظر في ساعته
” انا لازم امشي…
‘ طب كُل آخر سندوتش…
” لا بجد مش عايز… شبعت…
‘ ربنا معاك…
عانقته و بادلها العناق… اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج… اكملت أسيل اكل السندوتشات و هي تفكر كيف تكسب قلبه…
**********
كان باب غرفة آدم مفتوحًا قليلا… مرت نور من جانب الغرفة و عندما لاحظت ان الباب مفتوح قليلًا… وقفت و نظرت منه… وجدت أسيل على الاريكة مُرتدية ملابس آدم… و واضح على وجهها انها سعيدة للغاية… غضبت نور كثيرا و طرقت على الباب و دخلت دون أن تأذن لها أسيل بالدخول… نظرت لها أسيل و لدخولها المفاجئ… نظرت نور للسرير و كيف غير مرتب و كذلك أسيل هيئتها غير مرتبة… من الواضح انهم حظيا بليلة جميلة معًا… غضبها زاد… لم تتوقع ان آدم يتخطاها و يتزوج و ايضًا يعيش حياته بطبيعية مع أسيل…
‘ في حاجة ؟
* لا مفيش… كنت عايزة اكلمك في حاجة…
‘ و الحاجة دي متستناش لحد ما البس هدومي ؟
* ما انتي لابسة اهو… لابسة الهودي بتاع آدم…
‘ اه بتاعه… حلو و بيدفي… انتي اسمك نور صح ؟
* اه… انا ابقا مرات مراد… اخو آدم
‘ اهلا بيكي…
* و بيكي… انتي مبسوطة مع آدم ؟
اخذت أسيل تفاحة من طبق الفواكة و نهضت… اخذت قطمة من التفاحة و قالت
‘ بتسألي ليه ؟
* عادي…
‘ لا… سؤالك مش عادي… و انا اكيد مش هطلع خصوصيتي انا و جوزي لاي حد…
* يا حبيبتي انتي فهمتيني غلط… انا بطمن عليكي مش اكتر…
‘ انا كويسة متقلقيش…
* انا بس جاية اقولك ان آدم مش شخص كويس زي ما انتي مفكرة…
اخذت أسيل قطمة اخرى من التفاحة و قالت بلامبلاه
‘ و ايه كمان ؟
* اوعي تصدقي وش البراءة اللي هو مصدرهولك… آدم عبارة عن شيطـ,ـان على الارض… و الايام هتثبتلك كلامي ده…
‘ حلو اوي… انتي بقا مالك بآدم ؟ اكيد مش خايفة عليا انا لانك متعرفنيش اصلا… ممكن افهم ليه انتي هنا جاية مخصوص تحذريني من جوزي ؟
* عشان بس متتفاجئيش بعدين…
‘ امممم… على العموم انا هعمل نفسي مسمعتش حاجة…
* براحتك…
‘ استني اكمل بس… انا لو عملت بتحذيرك اللطيف ده و سمعتك… هروح اسأل مراد… اخو آدم… هقوله ليه مراتك جيالي اوضتي تحذرني من اخوك ؟ اكيد هو يعرف السبب…
قلقت نور لان اذا سمع مراد انها قالت هذا ستكون مشكلة كبيرة
* ملكيش دعوة بجوزي…
‘ ولا انتي ملكيش دعوة بجوزي و متدخليش بينا و خليكي في حالك… انا معرفكيش اصلا و انتي جاية بكل ثقة تقولي كده قدامي و لما جيبت سيرة جوزك اضايقتي اوي…
كانت سترد نور لكن هاتف أسيل رن… نظرت للمتصل و قالت ببتسامة
‘ جوزي الشيـ,ـطان بيرن اهو…
فتحت و فتحت ايضا المكبر
‘ نعم يا آدم ؟
” بقولك متقعديش كتير بالشورت اللي انتي لابساه عشان متبرديش و متخليش حد يشوفك كده و رتبي الاوضة… مش عايز حد يعرف انبسطنا سوا…
‘ من عيوني… حاجة تاني ؟
” عايزة حاجة اجبهالك و انا راجع ؟
‘ لا يا حبيبي… انتبه على نفسك…
” شكرا اوي على ليلة امبارح…
‘ طب بس بقا بتكثف…
” نكررها النهاردة ؟
‘ اللي تشوفه… معنديش مانع…
” يبقى استنيني…
‘ من عيوني…
اغلقت أسيل الهاتف و اخذت قطمة من التفاحة و قالت
‘ تاكلي تفاح ؟ طعمه حلو اوي…
نظرت لها نور بغضب و خرجت… ضحكت أسيل و اغلقت الباب… كانت نور ستنـ,ـفجر من الغضب… كانت تريد ان تفرق بينهم لكن هذا لم ينفع… أيعقل انه تخطاها و أحَب أسيل ؟!
**********
وصل آدم الى الشركة و ذهب لمكتبه… فتح الباب و تفاجئ عندما وجد مراد ينتظره… اغلق الباب و مشى لمكتبه و خلع معطفه و جلس على المكتب… كان مراد سيتكلم لكنه أشار له بأصبعه ان يصمت و صمت… اشعل آدم سيـ,ـجارته و نفث الدخان و قال بنظرة حادة
” ارغي…
– هبدأ شغل في الشركة من النهاردة…
” حلو… جاي هنا ليه بقا ؟
– يعني جاي هنا ليه ؟ بقولك جاي اشتغل في الشركة…
” سؤالي واضح… جاي هنا ليه ؟ بتعمل ايه في مكتبي ؟
– جيت اقولك عشان تسلمني الشغل…
” روح لمصطفى و هو هيسلمك شغلك…
– ما انا روحتله و قالي انك انت اللي هتسلمني كل حاجة… ولا انتوا الاتنين بتلقفوني لبعض ؟
” لا خالص… كل الحوار أن مصطفى مش طايقك…
– ميهمنيش… دي شركة ابويا مش شركته هو… هو مجرد واحد شغال عندك…
” تصحيح بسيط… مصطفى شغال معايا مش عندي… مصطفى خلاص بقا شريكي…
– بقا شريكك ازاي ؟ و ازاي انا معرفش حاجة زي كده ؟
” و تعرف بصفتك ايه ؟
– بصفتي إن اسمي مراد فريد نصار زي ما انت اسمك آدم فريد نصار… ليا في الشركة دي…
” كلام جميل… طالما ليك في الشركة دي كنت فين من 4 سنين ؟
صمت مراد فقال آدم
” انا اقولك كنت بتعمل ايه… كنت مشغول بـ بعدواتي مع السنيورة اللي معاك…
– احترم نفسك يا آدم و متجبش سيرة مراتي على لسانك !
” و انت محترمتش نفسك ليه لما حطيت عيونك عليها لما كان اسمها خطيبة اخوك !!
– قفلنا الحوار ده… بلاش نقلب في القديم…
” لا متقفلش… ولا عمره ما هيتقفل…
– لسه زعلان عليها لانها سابتك و اختارتني انا ؟
” تبقى عبيـ,ـط لو مفكر اني زعلان عليها… انا بس زعلان لانك خسرتني… خسرت اخوك و عمرنا ما هنرجع زي لأول… مستحيل ارجع اثق في واحد أنا*ني زيك و ماشي على هوى نور طول الخط… خسرت عيلتك بسببها… اي نعم بابا فتحلك باباه من تاني بس اظن انك شايف اكتر مني انه مش طايقك… مفكر عشان خلاك ترجع الشركة يبقى كده خلاص ؟ كده رجعت كل حاجة زي ما كانت ؟
– على اساس انت ملاك و مش بتغلط ؟
” بغلط بس غلط خاص بيا و مش بضُر بيه غيري و بعترف بغلطي و اصلحه… أما انت لا راضي تعترف بغلطك ولا راضي تصلحه…
– عايزني اطلقها ؟ انسى… مش هنولهالك…
ضحك آدم بسخرية و قال
” هو انت مفكر اني بقولك ده كله عشان تطلقها ؟ انت لسه زي ما انت متغريتش… ولا هتتغير اصلا… ميفرقش معايا تعيش معاها او تطلقها او تجرجروا بعض في المحاكم… ميخصنيش… انا بركز على نفسي و بس… و اديك شايف انا وصلت لفين دلوقتي…
– طب كفاية كلام… هستلم الشغل ولا لا ؟
” تستلم و ماله ( اتصل على احدى موظفاته و اتت لمكتبه ) خدي مراد بيه و عرفيه شغله… و سلميله مكتبه في الدور الرابع…
* حاضر يا مستر آدم…
نهض مراد و ذهب معها… وضع آدم رجلاه على المكتب و قال
” خلينا نتفرج على مراد بيه… يومين و هيجي يشتكي… ما هو اتعود على الدلع !
دخل مصطفى و قال بضيق
* اخوك النطـ,ـع ده جه ليه ؟
” متقولش اخويا… مبقتش اعرفه اصلا…
* فعلا هيرجع يشتغل هنا ؟
” رجع اهو… هيبدأ من النهاردة…
* لا خلاص انا مش هاجي هنا تاني…
” يعني ايه ؟
* هسيب الفرع ده… هروح امسك اي فرع تاني… المهم انا و هو في نفس المكان لا…
” يا ابني ما هو هيقعد في الدور الرابع و انت هنا في السابع… يعني بعيد عنك خالص…
* لا برضو مش هبقى مرتاح نفسيًا… هلم حاجتي و اروح الفرع الشرقي…
” مصطفى ! انت مش هتتحرك من مكانك…
* انا مش طايقه والله…
” ولا انا… بعدين هو غد*ر بيا انا… مالك انت بيه ؟
* ما اللي يغد*ر بيك يبقى كأنه غد*ر بيا…
” بتحبني يا مصطفى ؟
* ده انا احارب الدنيا كلها عشانك…
” هو ده العشم ده برضو…
* اضحي بالكل عشانك… ده الحُب يا آدم…
” لا متطيرش بعيد و كفاية كلام ملزق عشان بطني بتو*جعني…
ضحك مصطفى و قال
* بقولك انا هلعب ماتش كورة مع الشِلة بالليل كده… هتيجي صح ؟
” ممكن بس موعدكش…
* ليه ؟
” عليا شغل كتير النهاردة… هرجع البيت متأخر اصلا…
* اه و اكيد المدام عيزاك…
” مصطفى…
* ايه يا صاحبي ؟
” اطلع بره…
* ليه ؟
” اطلع عشان متعصبش عليك…
* كل ده عشان جبت سيرة المدام ؟
” ملكش دعوة بيها ولا تجيب سيرتها على لسانك…
* اوعا الغيرة !
” هتخرج ولا اطلع المسد*س ؟
* هخرج والله… اعصابك بس…
نهض مصطفى و هو يضحك و خرج… انه يتعمد ان يُثير غيرته على زوجته و يغضب بهذا الشكل… نفخ آدم بضيق و فتح اللاب و بدأ عمله…
***********
– مش رايحة الشركة يا سلمى ؟
* لا… مش رايحة…
– ليه ؟
* مليش نفس…
جلست والدتها مرڤت بجانبها و قالت
– مالك ؟ من اول ما جيتي و انتي كده زعلانة و بتاكلي بالعافية…
* يا ماما بقولك آدم اتجوز !
– ما يتجوز براحته… انتي مالك ؟
* انا مالي ؟! على أساس انتي مش عارفة يا ماما اني بحبه ؟
– عارفة… بس انتي حبيتي الشخص الغلط… للأسف حُبك له كان من طرف واحد و هو مش شايفك اكتر من اخت… بعدين هتعملي ايه ؟ هتخطفيه من مراته ؟
* أكيد لا بس صعبان عليا نفسي…
عانقتها و قَبلت وجنتها
– بنتي الأمور… انتي تستاهلي كل حاجة حلوة… تستاهلي واحد يحبك و يحارب عشانك و يمشيلك بلاد و يسعى لرضاكي مش العكس… بأذن الله ربنا يكرمك بإبن الحلال قريب…
* بس صعب انسى آدم…
– لازم تنسيه عشان تعرفي تكملي حياتك… لو فضلتي كده هتفضلي واقفة مكانك و مش هتتقدمي في حياتك… و هو عايش حياته عادي… خليكي قوية و متوقفيش حياتك عشان اي حد… اقولك ايه… ما تيجي نسافر و تقعد اسبوعين في امريكا ؟
* طب و شغل الشركة ؟
– يستنى عادي و انا ابقا اكلملك آدم يديكي أجازة و نغير جو انا و انتي…
* ماشي يا ماما…
*********
في الساعة 2 صباحًا بعد منتصف الليل… عاد آدم للقصر… كان القصر هادئًا و معظم الاضواء مغلقة… الجميع نائم… و آدم ايضا يشعر بالنعس الشديد… توجه لغرفته و عندما دخل وجد أسيل نائمة على الاريكة بطريقة عشوائية… من الواضح انها انتظرته حتى غلبها النعاس و نامت… اغلق الباب بهدوء و ذهب ليبدل ملابسه… لبس ملابسه المنزلية و عاد للغرفة… نظر لأسيل و ابتسم… جَسَ على ركبتاه ليصل لمستواها… مَلَس على خدها الناعم و قال بصوت حنون
” أسيل… قومي…
لم تشعر به ف قَبلها في شفتاها… استيقظت و وجدته يُقبلها… ابعدته عنها و قالت بنعاس
‘ انت بتعمل ايه ؟
” بصحيكي…
‘ صحيت اهو… كنت مستنياك… اتأخرت اوي…
” كان عندي شغل كتير و مكنش لازم ارجع البيت غير لما اخلصه… احمدي ربنا اني جيت… في فترة شغل عدت عليا كانت صعبة بجد… كنت ببات في الشركة و الشمس تطلع و انا لسه منمتش و لا خصلت شغلي…
‘ الحمد لله ان هي عدت… اجبلك تتعشى ؟
” اكلت في الشركة…
‘ طب تعالى نام جمبي…
” على الكنبة ؟!
‘ هو انا نايمة على الكنبة ؟
” اه…
‘ تصدق محستش بنفسي… طب تعالى ننام على السرير…
كانت ستنهض لكنه اسرع و حملها بين يديه… ابتسم و قال
” وزنك حلو…
ابتسمت بخجل ف ذهب بها للسرير و انزلها برفق… خلع تيشيرته و ألقاه بعيدا… استلقى جانبها فقالت
‘ هتبرد كده…
” مش مهم… انتي تدفيني…
قالها و هو يعانقها و يشتم عنقها بأنفاسه الدافئة…
‘ طب استنى عايزة اسألك على حاجة…
” اسألي…
‘ اسأل و انت كده ؟
” اه… ما انا مش هسيبك النهاردة… هاا ايه سؤالك ؟
‘ هي مرات اخوك نور… في حاجة بينك و بينها ؟
تعجب آدم و قال
” قصدك ايه ؟
‘ اصل جاتلي الاوضة النهاردة بتحذرني منك و بتقول كلام اهبل…
” اديكي قولتي بنفسك… كلام اهبل… اوعي تسمعيلها…
‘ ما انا مسمعتش بس استغربت… هي ليه بتقول عليك كده ؟
” اصلها مضايقة انك جيتي هنا…
‘ بس انا معملتش ليها حاجة…
” هي كده مبتحبش حد ياخد مكانها و اكيد اضايقت لما اهلي قبلوكي… فبتحاول توقعنا لبعض…
‘ اه ممكن بس ده تفكير اطفال…
” عندك حق… اختصريها و متكلمهاش ولا تديها فرصة تتكلم معاكي… يلا فكك منها… خلينا فينا احنا…
‘ على رأيك… عايزة اقول حاجة…
” قولي…
حاوطت وجهه بكفوفها و نظرت لعيناه التي تنظر لعيناها الزرقاء الجميلة
‘ عيونك حلوين…
” عيوني انا ؟ طب و عيونك انتي… حلوين اوي و…
‘ و ايه ؟
” بيتوهوني لما ابص فيهم… كأني بتخدر…
ابتسمت و قَبلته و بادلها… ابتعد قليلا و قال
” انا ملاحظ ان من اول ما قولتلك انتي اول بنت اقرب منها و انتي بتقربي مني بنفسك…
‘ الصراحة انا مكنتش طيقاك في الاول و كنت مفكرة انك مدورها مع البنات…
” لا… انا مدورها معاكي انتي بس…
ضر*بته على كتفه و قالت
‘ اتلـ,ـم… انا مراتك…
” كويس عشان اخد راحتي معاكي…
قالها ثم مال عليها… دفن رأسه في عنقها و يُقبله برفق و لفت يداها على ظهره و ضمته إليه…
بعد ساعات كانت أسيل نائمة في حضن آدم و غَطت في نوم عميق… آدم مازال مستيقظًا و ينظر للسقف و يفكر… يتوعد لنور على ما فعلته… لم يكفيها ما فعلته به… ايضا تريد ان تفرقهما… ما هذه البجا*حة !
نظر لأسيل و ابتسم و قال في سره و هو يداعب وجنتاها
” ياريتك كنتي ظهرتي في حياتي من زمان… ياريتك كنتي جيتي و انا قلبي كان لسه سليم… كنت هحبك اوي… انا خايف… انا بقرب منك عشان رغبتي فيكي و بس… و انتي موافقة على كده… خايف تكوني بتقربي مني عشان بدأتي تحبيني… مش عايزك تحبيني… و ده هيكون افضل ليكي…
تحركت أسيل و قالت بنعاس و عيناها مغلقتان
‘ آدم… متسبنيش !
تحركت مجددا و دفنت رأسها في عُنقه و احتضنته بشدة
‘ خليك معايا انا مليش غيرك…
تقريبًا انها تحلم… لكن أثار قلق آدم ما قالته الآن… يبدو انها تعلقت به فعلا و ترى ان ليس لديها احد سواه… و هذا الذي يخيفه… ستحدث مشكلات كثيرة بسبب هذا و أيضا هو لا يريد ان يحزنها أو يخسرها… ظل يفكر و عقله ينهشه من التفكير طوال الليل…
في الصباح….
استيقظت أسيل و لم تجد آدم جانبها… كيف لم تشعر به عندما نهض من جانبها ؟ نهضت لتبحث عنه لكن لم تجده… طرقت على باب الحمام
‘ آدم انت جوه ؟
لا يوجد رد… امسكت المقبض و فتحته… وجدت الحمام فارغًا… وقفت في منتصف الغرفة تفكر… اين ذهب ؟ الساعة مازالت 8 صباحًا… ربما عليه لديه عمل مثل البارحة… لكن لم يقول لها شيئًا بخصوص هذا !
امسكت هاتفها و رنت عليه… لكن هاتفه مغلق… وجدت انه ارسل لها رسالة على الواتساب منذ ساعة يقول فيها ” انا خرجت بدري… عندي شغل… معلش خرجت من غير ما اقولك بس محبتش اصحيكي ”
اطمئنت قليلا عندما قرأت رسالته و ذهبت لتستحم…
***********
خرجت نرمين من غرفتها و ذهبت للمطبخ تحضر زجاجة مياة… و عندما دخلت وجدت نور في المطبخ تشرب قهوتها…
* صاحية بدري ليه ؟
* عادي…
* لحقتوا تتخانقوا انتي و مراد ؟
* لا لا احنا مش متخانقين… بقولك يا نرمين هانم… انتي هتسيبي اللي اسمها أسيل دي تعيش معانا كده عادي ؟
* مش عارفة بس اللي انا اعرفه كويس اني مش طيقاها…
* يعني خلاص قبلتي بيها تبقى هانم زيك ؟
* زيي ده ايه ؟ انا سيدة القصر الاولى هنا… متقدرش وحدة زيها من عامة الشعب تاخد مكاني…
* هتاخد مكانك طول ما هي بتمثل البراءة هنا قدام عمو فريد…
* متقلقيش عاملة حسابي… خليها بس تنبسط كام يوم كده و بعد كده هوريها يعني ايه تتحدى نرمين السَعدي !!
**********
كانت أسيل تُمشِط شعرها و ربطته مثل ذيل الحصان… طُرق الباب و فتحته و كانت ناهد
* صباح الخير يا أسيل…
‘ صباح النور يا طنط… اتفضلي ادخلي…
دخلت و كان معها كوباين من اللبن… مررت لها كوب
* خدي اشربي… لبن عشان يدفيكي في الجو التلج…
‘ شكرا تسلمي…
اخذتها منها و قالت ناهد
* اومال فين آدم ؟
‘ راح على شغله…
* خرج بدري النهاردة…
‘ اه الظاهر عنده شغل كتير…
* ربنا معاه… بقولك… ايه الاخبار انتي و آدم ؟
‘ اخبار ايه ؟
* يعني علاقتكم كويسة ؟ اوعي يكون مزعلك…
‘ لا مفيش حاجة…
* اومال مال وشك كده تعبان النهاردة ؟
‘ لا انا كويسة ( كحَت و اكملت ) عندي برد…
* يا روحي الف سلامة… اعملك اعشاب مغلية ؟ حلوة اوي للبرد…
‘ مش عايزة اتعبك… لما انزل انا هعمل…
* طب اشربي اللبن قبل ما يبرد…
اومأت لها و قبل ان تشرب أول رشفة… شعرت ان رائحته ثقيلة عليها كثيرا… لم تتحمل و تركت الكوب على الطاولة و ركضت للحمام… تقيأت كل ما في بطنها في الحوض… رأتها ناهد و تعجبت… أيعقل انها حامل ؟ فتحت أسيل المياة و غسلت وجهها…
* أسيل انتي كويسة ؟
‘ اه كويسة… الظاهر اخدت برد شديد أثر على معدتي…
* اه ممكن… تعالي ارتاحي…
سندتها ناهد و اخذتها للسرير… استلقت أسيل عليه و ناهد شدت عليها الغطاء
* اتغطي كويس و اتدفي… هعملك الاعشاب و اجبلك علاج البرد و جاية…
‘ مش عايزة اتعبك… دول شوية برد…
* لا لا… اياكي تقومي من مكانك… عشر دقايق و جاية…
‘ ماشي…
اخذت ناهد كوبين اللبن و خرجت… و هي تتمشى تفكر و تقول
* أسيل شكلها حامل… ليه لا ؟ التعب اللي عليها ده أعراض حمل… الغريب انها مشكتش في كده و قالت ده مجرد برد… او يمكن بتخبي و آدم قايلها تعمل كده ؟ بس ليه تخبي عني ؟ انا مش عقر*بة زي نرمين !
* بتقولي حاجة يا ناهد ؟
تفاجئت ناهد عندما رأت نرمين امامها و قالت في سرها
* العقر*بة جات على السيرة اهي…
* ناهد هانم… كنتي بتقولي ايه ؟
* ولا حاجة… بحكي مع نفسي ما انتي عارفاني…
* اممم… شيفاكي يعني خارجة من أوضة آدم…
* اه كنت عند أسيل بطمن عليها…
* هي تعبانة ؟
* لا لا خالص.. دي زي الفل… قعدت ارغي معاها شوية… عن اذنك يا نرمين هانم هروح اقول للخدم يحضروا الفطار…
* ماشي…
ذهبت ناهد للمطبخ…
********
كان آدم عند بيت مصطفى… مُمسك بكأس الخمـ,ـر و يشرب بشراهة… صامت ولا يتكلم
* آدم مالك من اول ما جيت و انت غريب كده ؟
” أسيل…
* مالها ؟
” تقريبًا حبتني…
* طب حلو اوي… ربنا يخليكم لبعض…
” ايه الحلو بالضبط يا مصطفى ؟
* انها حَبِتك…
” دي مصيـ,ـبة ! و انت عارف كويس اني مقدرش احبها…
* انا قولتلك اديها فرصة… و هي شكلها كويسة و بتحبك بجد…
” مقدرش يا مصطفى ! انا مش بتاع حُب…
شرب رشفة أخرى من الكأس و اكمل
” اتغيرت معايا و بقت تهتم بيا و بتخاف عليا… بقت عايزة تعمل اي حاجة عشان ترضيني… شكلها اتعلقت بيا… انا مقصدش اعلقها بيا… والله ما اقصد… بس دي نتيجة تصرفاتي الغبـ,ـية !!
دفع الكأس على الارض بغضب و انكـ,ـسر… رجع ظهره للوراء و مسح وجهه بضيق
* طب هتعمل ايه ؟
” هطلقها…
* ايه !!
” اه هطلقها… هو ده الحل الوحيد عشان ابعدها عني… أسيل… أسيل متستاهلش اني اجر*حها ولا اخدعها عشان اخد منها اللي انا عايزه… متستحقش مني كده… هطلقها و كل واحد فينا يرجع لحياته… يمكن لما اسيبها تلاقي اللي يحبها بجد مش يخدعها عشان مصلحته زي ما انا عملت…
اغمض عيناه و جمع قبضته بغضب من نفسه… لا يمكنه تخيل انه سيتركها لرجل آخر… تحبه و يحبها… تنام بجانبه و تعانقه مثلما عانقته هو… ذلك الدفئ و الحنان و البراءة في عانقها سيذهب لرجل غيره… هذا صعب عليه كثيرا لكن ليس أمامه خيار آخر… سيفترق عنها… بإرادته و هو واثق ان هذا افضل لها و ليس افضل له… بل هذا ثقيل للغاية عليه !
**************
جاء الليل و لم يعد آدم للبيت و أسيل قلقت عليه كثيرا… امسكت هاتفها و رنت عليه لكنه مازال مغلق منذ الصباح… القت الهاتف على السرير و قالت بضيق
‘ اوووف تليفونه مقفول من الصبح !! حتى مبعتليش رسالة يقولي فيها انه هيتأخر… معقول يكون في مشكلة ؟ ان شاء الله لا… يارب يكون بخير…
ظلت تتمشى في الغرفة على أمل ان يأتي في اي لحظة… ساعات و ساعات مرت دون رجوعه… انتهى اليوم… لقد نام في الخارج !
في الصباح جاء آدم للقصر… و عندما دخل غرفته وجد أسيل جالسة على الاريكة… و عندما رأته نهضت و قالت
‘ كنت فين ؟؟
لم يرد فقالت بغضب
‘ ما ترد !! كنت فين امبارح اليوم كله ؟! ( ضر*بته على صدره ) و قافل تليفونك اليوم كله و انا رنيت عليك مليون مرة وبعتلك رسايل كتير و انت مردتش ولا فتحتها اصلا !!
” أسيل اهدي…
‘ اهدى ايه ؟! قولي كنت فين ؟
” كان عندي شغل بخلصه…
‘ شغل اليوم كله ؟ خرجت من غير ما اشوفك حتى و مسمعتش صوتك اليوم كله و طول الليل بلف هنا في الاوضة على أمل انك تيجي… حتى مبعتليش اي رسالة تقول فيها انك هتبات بره… انا معرفتش انام بسببك !
تفاجئ آدم مما قالته و أسيل حاوطت رقبته بيداها و عانقته بشدة و قالت
‘ قلقت عليك اوي… ارجوك متغبش عني بالشكل ده تاني…
جمع آدم قبضته بغضب و لم يبادلها العناق… بل ابعدها عنه… تفاجئت لانه ابتعد عنها و قالت
‘ بعدت ليه ؟
” بعد شوية هروح للمحامي… عشان يبدأ في إجراءات طلاقنا…
الثالث عشر من هنا
التعليقات