التخطي إلى المحتوى

 رواية اختيارات مصيرية (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين

_ يعني إي عايز تاخد فلوسي؟

إتكلم بإستغراب وقال:

= أومال أنا منزلك تشتغلي ليه؟

بصيتلهُ بصدمة وذهول وقولت:

_ إنت منزلني أشتغل عشان أساعدك مش عشان تاخد فلوسي مِني وإنت تقعد من الشغل!

قام وقف وقال بإسلوب عدائي بيمهد لإنهُ ممكن يمدّ إيديه:

= أنا تعبت من الشغل فـَ نزلتك تشتغلي مكاني وهتديني الفلوس وكل فترة هنبدل في موضوع الشغل دا أنا وإنتِ، وهاتي بقى الفلوس طول ما أنا لسة بتكلم بالذوق.

ضحكت بسخرية وقولت:

_ ذوق!

هو إنت تعرفهُ أو تعرف حاجة عن الرجولة بكلامك دا!

أنا مش هديك حاجة وإنزل إشتغل بنفسك وغير كدا إنت المسئول عني وواجبك تصرف عليا وعلى بيتك مش العكس، وإي تعبت دي، هي من إمتى المسئولية والرجولة بتتبدل؟

ضربني بالقلم ودا خلاني بعدت خطوتين من قوة الضربة وحطيت إيدي على خدي من الصدمة، بصيتلهُ وأنا دموعي بتنزل من وجع الضربة ووجع قلبي.

بصيتلهُ بعتاب وأنا عيوني بتتكلم، مش هو دا بدر اللي حاربت أهلي والدنيا كلها عشانهُ، مش هو دا اللي كان قبل الجواز!

إتكلمت بذهول وعدم تصديق وقولت:

_ إنت إي اللي إنت عملتهُ دا؟

إتكلم ببجاحة مش لايقة على موقفهُ وقال:

= إنتِ اللي خلتيني أعمل كدا وأنا حذرتك وكلمة كمان صدقيني مش هيبقى قلم بس، هاتي الفلوس.

مديت إيدي بالفلوس بعد ما طلعتها من الشنطة وأنا لسة تحت الصدمة اللي مخلياني مش مستوعبة اللي بيحصل والكابوس اللي أنا فيه وأنا صاحية دا.

إتكلمت بكسرة حقيقية وقولت بخيبة أمل فيه:

_ إنت مش بدر اللي أعرفهُ، إنت عمرك ما كنت كدا طول الـ 3 سنين خطوبة اللي بيننا، إي اللي حصلك؟

أتكلم بمنتهى البساطة وهو بيعِد الفلوس:

= أنا هو بدر يا حبيبتي، بس إسمعي الكلام وهتلاقي كل الحب والحنية، لكن هتتلوي ومش هتسمعي الكلام يبفى تتحملي اللي هيحصلك بقى.

رديت عليه بإبتسامة سخرية وقولت:

_ إنت بقى عامل حسابك من الأول على كدا، تتجوزني وتخليني أشتغل وأصرف عليك وإنت تقعد في البيت صح؟

قعد على الكنبة وقال بهدوء:

= إحسبيها زي ما تحسبيها، المهم إن كل شهر هتيجي تديني الفلوس كلها كاملة مش ناقصة جنيه، وأنا كل يوم هديكِ مصروفك منهم، ولو حصل غير الكلام دا هتشوفي وش تاني مش هتحبي تشوفيه خالص يا فاتن.

بصيتلهُ بصدمة حقيقية وأنا كل دا مش مصدقة اللي بيحصل، بتمنى الكابوس اللي أنا فيه دا يخلص، لكن المصيبة الأكبر إنهُ مش كابوس!

دخلت الأوضة وقعدت على السرير بعيط بس، طيب أطلب الطلاف وأطلع أنا الخسرانة قدام أهلي بعد ما حاربتهم كل السنين دي؟

ولا أستحمل وأكمل بالشكل المؤذي نفسيًا دا، حتى مش هيبفى ليا عين أغضب عند أهلي لإني هسمع كلام تقطيم فيا أنا مش حملهُ دلوقتي خالص.

وغير كل دا اللي مخليني مصدومة فعلًا إنهُ مكانش كدا طول السنين اللي قبل الجواز مع بعض، كان دايمًا كريم معايا وبيصرف في كل خروجة شيء وشوايات.

فضلنا على الحال دا شهرين كمان وهو قاعد مش بيشتغل وأنا اللي بشتغل وبصرف لحد ما حسيت إني خلاص تعبت جسديًا ونفسيًا وقررت خلاص هتكلم معاه عشان أوقف المهزلة دي.

كنت خلاص خلصت الشغل وماشية في الطريق ولقيت زميلي اللي معايا في الشغل وقف قدامي وأنا مستنية عربية وقال بتساؤل وقلق:

_ مالك يا فاتن، شكلك تعبان جدًا فيكِ حاجة؟

مسحت على وشي اللي فعلًا بدأ يظهر عليه كل حاجة وقولت بهدوء:

= لأ مفيش بس تعبانة ومُرهقة جدًا، هروح أرتاح شوية وممكن اأجز بكرا وهبقى تمام إن شاء الله.

فضل ساكت شوية وبعدين قال:

_ في مشاكل في البيت عندك؟

سكتت شوية مش عارفة أرد أقول إي ولكن جات العربية وحسيتها فرصة عشان أهرب من السؤال وقولت قبل ما أركب بالظبط:

= كل حاجة تمام الحمدلله، عن إذنك.

ركبت بعدها العربية ومشيت من قدامهُ، كنت طول الطريق بفكر بس إزاي هتكلم معاه وهقولهُ إي، أنا مبقتش قادرة أستحمل الوضع دا نهائي.

بالمناسبة اليوم دا بالذات كنت مروحة بدري من الشغل ساعتين لإني كان بان عليا التعب جدًا فـَ إستأذنت ومشيت، طلعت البيت وأنا شايلة كل هموم الدنيا على كتفي.

فتحت الباب ودخلت وكان الهم الأكبر والحقيقي مستنيني.

بصيت بصدمة حواليا والمنظر اللي أنا شايفاه، في واحدة قاعدة براحتها جدًا على كنبة بيتي بلبس عريان جدًا وقدامها إزازتين كحوليات وحلويات وخلافهُ، هي شافتني وقامت وقفت وقالت بتساؤل وهي بتقرب مِني بمنتهى البرود والبجاحة:

_ إنتِ مين يا حلوة؟

بصيتلها بإشمئزاز من فوق ومن تحت وقولت بعصبية وصوت عالي:

= إنتِ اللي مين وبتعملي إي في بيتي؟

خرج بدر من الحمام وقتها على صوتي وشافني وإتصدم، البنت اللي كانت واقفة حطت إيديها على وشها وقالت بصدمة طفيفة وهي بتبُص لـ بدر:

_ يالهوي هي دي مراتك؟

إنت مش قولت مش هتيجي دلوقتي ما قولتلك نروح عندي زي كل مرة.

بصيتلهُ والدموع إتكونت في عيني والعصبية أتملكت مِني ومسكتها من شعرها ورميتها برا الشقة وأنا بقول:

= إخرجي برا يا زبالة ومشوفش وشك في بيتي تاني.

قفلت الباب وبصيتلهُ بعصبية وقولت بغضب عاميني:

_ إنت إي اللي بتعملهُ دا، إي دا بجد؟

إتكلم ببجاحة أكتر مش لايقة على موقفهُ وقال:

= وطي صوتك وإحترمي نفسك وإتكلمي معايا بإحترام.

بصيتلهُ بذهول وضحكت زي المجنونة وأنا بقول وعيني مليانة دموع:

_ أنا اللي أحترم نفسي!

إنت جايب واحدة شبهك في بيتي ومحرمات وزفت على دماغك وتقولي مش عارف إي، طيب مش راجل ومش بتصرف على بيتك ومشغل مراتك تصرف عليك وعديتها شوية، لكن كمان تجيب بنات وقرف على حسابي أنا!!

مردش عليا ولكن سحبني من شعري وأنا بتألم تحت إيديه وقعد يضرب فيا لحد ما أغمى عليا.

#هاجر_نورالدين

#إختيارات_مصيرية

#يتبع

                  الفصل الثاني من هنا 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *