رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل الرابع والثلاثون
تنهدت نورسيل وغمغمت بضجر:
-يلا أنا هطلع اوضتي عايز حاجة يا شادي ؟
حرك شادي رأسه بلا:
-لأ يا نورسيل سلامتك بس حاولي تعيدي تفكير في موضوع شريف.
زفرت بحنق وقالت:
-حتي لو هفكر مش هقابله ولا هتكلم معاه إلا لما أشوف يوسف هيقول أيه.
رفع يده بإستسلام وقال:
-براحتك يا نورسيل.
هتفت نورسيل بإختصار:
-يلا بعد إذنك محتاج حاجة؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-سلامتك.
غادرت نورسيل بينما ابتسم شادي بشرود وأرجع رأسه إلي إلي الخلف مغمضا عينيه كي ينعهم بالهواء المنعش حتي شعر بيد حانية تلتف حول عنقه إبتسم بعذوبة وفتح عينه وجد زوجته قبل يدها بحب إبتسمت هي بدلال وجلست في المقعد المجاور.
تسأل بعتاب:
-خرجتي بره ليه الجرح يا عهد.
ردت بتذمر:
-الجرح كويس وأنا بقيت بخير يا حبيبي خلاص الحمد لله وبعدين أنا خرجت فين ده أحنا في الجنينة.
إبتسم بخفة وعقب:
-علي أساس الجنينة مش خروج يعني ؟ ماشي يا ستي الأستاذ مودي نام ؟
هزت رأسها بإيجاب وردت:
-أيوه نام وماما حطته في سريره وواحدة من البنات قاعدة جنبه صغنن اوي يا شادي أنا بخاف وأنا شايلاه يتفعص مني.
إبتسم بتفهم وعقب:
-معلش يا قلبي بكره يكبر بإذن الله صحيح العمال بدأوا تجهيز الفيلا خلاص.
مطت شفتيها للأمام وقالت:
-هو مينفعش نفضل هنا معاهم ؟
رفع حاجبيه مستفهما عقبت هي بإيضاح:
-قصدي عشان ماما تساعدني أنا بجد مش عارفة أتعامل معاها صغنن أوي.
تحدث شادي بتعقل:
-أحنا قريبين منهم جدا ده أولا وثانيا بقي أنا مقدرش افضل قاعد هنا مش علي راحتي ومش قابل علي نفسي اقعد في بيت أهل مراتي .
ردت متذمرة:
-أيه إلي خلاك تقول كده بس دول فرحانين بينا أوي وبيحبوك.
أومئ بتفهم وعقب:
-عارف يا قلبي وأنا كمان بحبهم أوي بس في الموضوع ده بالذات لأ أنا راجل صعيدي ما أقبلش علي نفسي كده وبعدين أنتي هتبقي مع ماما طول النهار عايزة أيه تاني ؟
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-زي ما تحب يا حبيبي.
قبل يدها بحب وعقب:
-يسلم ليا الفهمان.
❈-❈-❈
جفف جسده بالمنشفة وألقي بثقل جسده علي الفراش متنهدا بألم لا يدري ماذا يفعل هل يقبل مساعدتهم لكن قبول مساعدتهم قد يأتي بحياتهم هما أيضاً إلي التهلكة كما به سابقاً لكن الفرق الأن إذا اتفق معهم وساندوه بالفعل سيكونوا عصبة صعب إصطيادهم بدلاً من أن يكون هوب بمفرده فريسة لهم مرة آخري.
نهض بوهن وخرج إلي الشرفة ينظر إلي السماء بشرود ويحادثها النجوم ككل يوم فهي مونس وحدته وهي ضياء حياته الأن.
لا ينكر الراحة التي شعر بها بعد أن علم حقيقة هذا الحقير وأنه عاجز بالفعل معني هذا أن حبيبته لم يمسسها رجلاً سواه
لكن حتي لو كان الأمر كذلك فهو لم يشفع لها ولم يسامحها بهذه السهولة فهي طعنته في قلبه بفعلتها تلك ليتها لم تصدق وتمسكت به لكنها تركته ورمت نفسها داخل أحضان الشيطان أه كم يود سحق هذا الحقير لكن من لطف الله به أنه ليس سوي شبيه بالرجال ولا يمسهم بصلة ولو كان الأمر بيده لقتله بيده دون رحمة فهو لن يتنازل عن حقه ولا عن سنين عمره الذي ضاعت هباء ولا عن حرمانه من أطفاله الصغار طفلاً لم يكن تجاوز العامين والآخر تركه ورحل قبل أن يري النور عينيه حتي.
رغم أنه كان يتابع أخبارهم سرا لكن مازال القلب يتجرع آلالام لم تندمل بعد حرم من كلمة “بابا” حرم من أن يقولها وحرم من استماعها ، لكن مهلا ما آخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة حتي لو تطلب الأمر حياته لم يتنازل عن حقه وعن أطفاله سيرجعهم إلا أحضانه مرة آخري ولن يستطيع أحد أبعادهم عنه حتي لو تطلب الأمر أن يقتل أو يقتل .
أهداه عقله أن الصواب في قبول مساعدتهم ليكونوا عصبة سويا بدل من أن يحارب بمفرده
حسنا يا عامر ألهو وإستمتع بحياتك كما تشاء حان موعد إسترداد الحقوق وسيوضع كل شخصاً في مكانه المناسب وسأحرم عليك النوم والراحة كما حرمتني أنت منه بغدرك ومكرك سأنتقم أنا منك بذكائي ودهائي .
“أيها العدو علي موعدنا في ساحة المعركة شئت أم أبيت فقد حان الوقت وأعدك أنني سأكون أكتر من سعيد وأنا أتخلص منك ومن شرورك”
❈-❈-❈
يتمدد علي الفراش بوهن جذب الهاتف قام بالإتصال بزوجته الحبيبة لكن أبعد الهاتف عن أذنه فهو علي يقين أنه سيتمع إلي صراخها وبالفعل ما أن صدر الرنين جاء الرد من الطرف الآخر.
“بقي كده يا يو سف هتتصل بيا صبح وبالليل يا شيخ دمي نشف ومعبرتنيش وكمان كلما عدي ومكلتمنيش أنا بقي كده بتخليه يشمت فيا ويقول إنك ما صدقت تبعد عني بجد يا يوسف أنت هربان مني زي ما هو قال أنت ساكت ليه ما تنطق “
إبتسم بهدوء وعقب:
-حبيبي أنتي مش مدياني فرصة ارد أصلاً.
تنهد بهدوء ورد:
-ملكيش دعوة بكلام عدي هو بيغيظك بس وبعدين هو أنا أقدر أزعل من حبيب قلبي ولا أهرب منها.
صمت قليلاً يستمع لها واستطرد قائلاً:
-لأ مش هتاخر يومين تلاته وأجي ليكي يا قلبي أطمني لا بتكلم جد أيه أخبار إلي عندك ؟
“شريف” ماله تسأل بها يوسف بحيرة منتظر ردها:
-أيوة يا نورسيل عارف أنه رجع ماكنش فيه فرصة أني أقولك أيه الي حاب سيرته ؟
-عايز يشوفك ليه ؟ يعتذر منك ملكيش دعوة برأي انتي رأيك ايه ؟ المهم رأي أنا ده ايه العسل ده يا قلبي ربنا يهديك كده وتفضلي كيوت زي ما أنتي علي طول.
تنهد وقال:
-نورسيل لما أرجع نبقي نتكلم في الموضوع ده يا قلبي ممكن تمام طيب أنتي محتاجة حاجة ؟ أنا تعبان وعايز أنام الصراحة ماشي يا قلبي خدي بالك من نفسك ومن قلب بابا سلام .
أغلق الهاتف وتنهد بضجر:
-أه منك يا عاصم غبي مش عارف أنت بتفكر أزاي بس بدل ما تتمسك بينا ونقعد نفكر سوي تنيل إلي نيلته ربنا يهديك عشان نفسك وعشان عيالك بجد لأن لو رجعنا من هنا من غيرك هيبقي ده اخر أمل لرجوعك من الأساس يا أبن عمي
ومفيش حد هيندم غيرك مع الأسف هيكون فات الأوان وهتخلي عامر الزفت ينتصر عليك أه التعبان ده أزاي محدش قدر يكشفه حية كانت عائشة وسطنا وأحنا محسناش بس الصبر حلو وهخلص منك يا عامر الكلب وتتحط في مكانك الصح بس يا تري بقي عمي ممكن يكون يعرف حاجة عن التجارة دي فعلاً ولا عامر بيشتغل من وراء ضهرك مع أني واثق أنه نسخة مصغرة من أبوه بس معتقدش أبوه يعمل كده جائز هو منزوع من قلبه الرحمة عشان يستبيح جسد الناس في التجارة لكن عوني ممكن يبقي في قلبه شوية رحمة وميفكرش يعمل كده بس صبراً كل حاجة هتظهر في وقتها ونعرف مين الخائن ومين إلي المظلوم.
“لما مقاماً مقال ولكل مقالا مقام”
❈-❈-❈
أنتهي علي من تناول الطعام وتراجع إلي الخلف واضعاً يده علي بطنه بشبع.
رمقه بيجاد بملل وقال:
-خلصت أكل أخيراً ؟
رد علي بوهن:
-كانت جعان أوي الصراحة.
صمت قليلاً واستطرد متسائلاً:
-صحيح أنت ليه ما أكلتش أنت ويوسف ؟ انتوا مش جعانين ولا ايه ده أنا كنت ميت من الجوع.
ابتسم بيجاد بملل وعقب:
-تفتكر لينا نفسك نأمل بعد إلي حصل ده ولا لينا نفس أصلا.
شرد علي قليلاً وتحدث بثقة:
-عاصم هيرجع معانا وهو حالياً قاعد بيصارع نفسه يجي ولا لا وواثق كمان اول ما النهار بيطلع هتلاقيه قدامنا هنا.
رفع بيجاد حاجبيه متهكما وتسأل:
-بجد وجبت الثقة دي منين علي اساس أنه ما طردكش شر طردة من شوية ببرنس الحمام ؟
وضع علي ساق فوق ساق وتحدث بثقة:
-حصل وزعلان منه فعلاً لكن ده رد فعل طبيعي لازم يعمله بعد السنين إلي قضاها هنا أشمعني جينا دلوقتي ؟ أو ليه فكرنا نسأل عنه في الوقت الحالي ده فهمتني ؟
حرك بيجاد رأسه بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:
-طيب ما أنكرش أن كلامك صح ليه واثق أنه هيجي ؟ مش ممكن بردوا يفضل راكب دماغك ؟
هز علي رأسه بلا وعقب:
-عاصم ذكي أنا متأكد أنه سهران دلوقتي بيفكر ويعيد حسباته ولما يحسبها صح هيعرف أن الصح أنه يجي ونتفق سوي.
رمقه بيجاد بحيرة وعقب:
-مش عارف أنت جايب الثقة دي منين عاصم عنيد فعلاً معتقدش يعمل إلي أنت قولته ده.
إبتسم علي بخفة وتحدث متحدياً:
-بيني وبينك سواد الليل وهنشوف يا أبني عاصم أخويا ودمنا واحد حتي لو أتربينا بعيد عن بعض عارف إلي في دماغه أطمن.
رفع بيجاد كتفه لأعلي بحيرة وعقب:
-ماشي يا علي الصبح ليه عنين ونعرف إلي هيحصل.
نهض علي وتحدث بنبرة واهنة:
-أنا رايح أنام محتاج حاجه ؟
حرك بيجاد رأسه نافياً ونهض هو الآخر:
-لأ سلامتك هدخل أريح أنا كمان تصبح على خير .
رد علي بوهن:
-وأنت من أهل الخير
❈-❈-❈
تقف في المطبخ تساعد والدة زوجها في تحضير الطعام ولج هو واضعاً يده في جيب جلبابه ويظهر علي وجهه معالم الآلم.
إنتفضت وصفية وتسألت:
-خير أيه يا ولدي مالك وشك مصفر إكده ليه ؟
رد بإختصار:
-شكلي أتشميست يا أماي حداكي حاچة للصداع إهنه ولا ابعت حد يشتري ؟
تحدثت حنين بعفوية:
-مش لازم برشام أنت محتاج مساچ لراسك وهتفك بإذن الله.
ألتفت لها وتسأل بنبرة ذات معني:
-تقدري تعمليه أنتي ؟
ابتلعت ريقها بتوجس وهتفت بإرتباك:
-أيوة بعرف بس أنا بحضر الغداء مع ماما.
إبتسمت وصفية بحنان وربتت علي ظهرها قائله:
-منحرمش منك يا بتي همي ويا چوزك يلا داويه غسلي يدك ويلا.
تركت ما بيدها وذهبت لغسل يدها بالفعل بينما أستأذن شريف من والدته:
-بالإذن يا أماي رايدة حاچة ؟
ردت بنبرة حانية:
-عايزاك طيب يا ولدي وزين.
غادر شريف وتحركت هي خلفه وهي تعنف حالها علي عفويتها تلك وفيما أوقعت نفسها به بتسرعها ذاك تعلم أنه زوجها لكنها لازالت تهابه وتخشاه تشعر دائما بالخوف والغربة تجاهه رغم أن معاملته تغيرت عن زي قبل معها لكن لم تشعر بالأمان منه بعد.
صعدت الدرج ببطئ نتيجة لخوفها ولثقل قدامها بسبب تقدم حملها فهي علي مشارف الولادة لم يبقي سوي شهراً واحداً فقط والد مولودها.
وصلت إلي باب الغرفة سمت الله وقامت بفتح الباب ودلفت وجدته متمدد علي الفراش اغلقت الباب ورفعت نقابها وهي تتنفس بصعوبة أثر ضيق نفسها منه وخوفها من هذا الماثل أمامها.
إقتربت منه وجلست علي طرف الفراش بحذر شديد وضع هو رأسه علي فخذها وتطلع إلي عيناها متسائلاً:
-ليه بتلبسي نجاب تحت شادي مشي خلاص ومفيش راچل غريب بيدخل الدار ؟
ردت بإرتباك:
-بخاف أن حد يدخل فجأة أو يجي زيارة وانا مش عاملة حسابي.
أومئ بتفهم وعقب:
-جبل ما حد بيدخل الدوار بيدجوا علي الباب وجتها الحي نزلي المجال غير إكده خليكي رفعته أنتي مجدراش تاخدي نفسك ديه أو هام تاني هام أنتي مرتي وأم وادي يعني ملوش لزوم خوفك أكده أنا عارف زين اني كنت حاسي وسامي جبل سابج رايدك تنسي إلي فات وتخلينا ولاد النهاردة.
تسألت بإرتباك:
-وأنا عملت ايه بس ؟
إبتسم بإستخفاف وعقب:
-أنتي ما شيفاش حالك ولا أيه أنتي هيباني يا بت الناس والخوف بيطج من عينك طج نظرتك دي بتدبحني يا بت الناس أنا راچلك وأمانك يعني بدل ما تخافي مني وتتحامي مني أتحامي فيا أني بلاش تخليني أكرها نفسي كل ما أبص في وشك وأشوف نظرتك دي بتحسسني أني جليل جصاد نفسي.
إبتلعت ريقها بصعوبة نتيجة لجفاف حلقها وتحدثت بخجل:
-حاضر هحاول.
إبتسم بعذوبة وأغلق عيناها متمتما بوهن:
-زين يا بت الناس زي يلا همي أمال واعملي إلي هتعمليه حاسس دماغي هتنفچر .
لا تنكر راحتها من حديثه رفعت يدها بحذر وبدأت تدليك فروة رأسه بيدها الخبيرة وهو يطلق أهات آلم حتي غفي تماماً لكنها ظلت علي وضعها ولأول مرة منذ زواجهم تستكشف معالم وجهه عن قرب فهو وسيم بالفعل شعره الأسود الغزير عيناه السوداء الداكنة أنفه الحاد المستقيم وبشرته السمراء بفعل أشعة الشمس لم تقلل من جماله وجاذبيته بل زادت من وسامته كما أضافت ذقنه وشاربه المنمقين من إعطائه الهيبة والوقار.
“تجبرنا الحياة أنا نتعامل بما ليس فينا وأنا نفعل ما يجعلنا نكره ممن حولنا”
❈-❈-❈
بعد أنا غادر الجميع جلست تطالع إبنتها الشاردة بإشفاق حدسها يخبرها أن أبنتها تخفي سرا خطير عنها وهذا ما يؤرقها هكذا ، أه منك يا أبنتي لما تريحي قلبك وقلبي وتخبريني بما يجيش بصدرك ويعركل حياتك ليتني أستطيع أخذ الحزن عنك ومحوه من حياتك لكن أنتي لا تريدي مشاطرتك في أحزانك يا أسفاه فأنا أمك الوحيدة القادرة علي التخفيف عنك والحمل عن عاتقك .
أخذت نفس عميق وقررت أن تتحدث لعل هذه العنيدة تجيش بما في صدرها:
-مالك يا عليا سرحانة في أيه ؟
تنهدت عليا بشرود وقالت:
-ولا حاجة يا أمي.
زفرت صفاء بيأس وعقبت:
-ولا حاجة أزاي يا بنتي أنتي معانا بجسمك وعقلك في حتة تانية مالك بس يا بنتي ريحي قلبي وقولي فيكي أيه ؟ مخبية عني أيه بس يا قلب أمك ريحي قلبي ؟
تحدثت عليا بآلم:
-ياريت أقدر أتكلم يا أمي بس مع الأسف مش هقدر.
تسألت صفاء بحيرة:
-مش هتقدري ليه يا بنتي أنتي مخبية أي بس ريحي قلبي فيكي أيه أنا لولا واثقة ومتأكدة إنك عمرك ما حبيتي عامر كنت قولت زعلانة عليه .
إشمئز وجهها وهتفت بإحتقار:
-الغلطة الوحيدة إلي غلطها في حياتي هي أني إرتبط بواحد حقير زي عامر .
تمت صفاء بحزن:
-منه لله يا بنتي ربنا يخلصك منه علي خير.
ردت بتأكيد:
-هتعدي يا أمي وأخلص منه هبعد عنه وفي أقرب وقت كمان أنا بس مستنية يوسف يرجع ويبقي جنبي .
تسألت صفاء بعدم فهم:
-قصدك أيه بكلامك ده يا بنتي أنتي مخبية حاجة ويوسف عارف صح ؟
أومئت عليا بإيجاب:
-أيوة يا أمي يوسف عارف كل حاجة بس غصب عني مش هقدر اتكلم.
تنهدت صفاء براحة وعقبت:
-طالما يوسف عارف كل حاجة يبقي الباقي مش مهم يا بنتي أنا مش عايزة اعرف لاني واثقة في أخوكي وأنه هيتصرف بس أنا مش حابة أشوفك كده عايزة أشوف عليا بنتي بتاع زمان بس مش زمان بتاع عامر لأ زمان بتاع عاصم عارفة لو هتسأليني نفسي في أيه هقولك نفسك تطلقي من الزفت عامر وترجعي لعاصم وتربوا عيالكم سوي وقتها هحس براحة من ناحيتك يا بنتي.
إبتسمت عليا بأسي وقالت:
-عاصم حتي لو أنا حابة أرجع لعاصم معتقدش أنه ممكن يرجع لي وأكيد دلوقتي هو شاف نفسه وعايش حياته إمبارح.
إبتلعت ريقها بآلم وأكملت:
-أكيد زمانه متجوز ومخلف ونسيني أنا وأولاده خلاص.
هزت صفاء رأسها نافية وقالت:
-لأ طبعاً إلي زي عاصم إستحالة يحب مرة تانية ولا يعيش مع حد من غير حب ولا يقدر ينسي عياله خليكي واثقة أنا إلي جمعكم زمان قادر يجمع ما بينكم تاني من غير زمان ولا ميعاد لكن لما يختار هو الاوان المناسب ووقتها النفوس تصفي.
يتبع….
الفصل الخامس والثلاثون.
مع نسمات الصباح الباردة دلف من الشرفة أخيرًا فلم يزور النوم عينيه بتاتًا ظل مستيقظًا طوال الليل يفكر فيما يؤرقه تهاوي بجسده فوق الفراش قليلا ناظرا لسقف الغرفة بشرود وبعدها حسم أمره ونهض يرتدي لابسه عازمًا علي أن يتجه إلي وجهته.
بعد قرابة النصف ساعة يقف أمام باب الشقة لأ يدري أيطرق الباب أم مازال الوقت مبكرا يهبط مغادرا إلي عمله ويمر عليهم في عودته لكن يخشي أن يستمعوا إلي حديثه ويغادروا بالفعل.
أستيقظ من نومه بتثاقل وغير ملابسه وقرر أن يهبط الي الأسفل يمشي قليلا في شوارع هذه المدينة الكبيرة وشراء بعض الأطعمة والمعلبات يعلم جيدا أن من المؤكد بيجاد سيرفض آخذ أموال منهم وسيصر هو علي إستضافتهم جهز نفسه وأستعد وغادر بحذر حي لا يستيقظ أحد فالوقت مازال مبكرا فتح الباب وتفاجئ بعاصم أمامه.
وقف كل منهم في مواجهة الآخر بصمت تام ينتظر الآخر كي يتحدث ولكن عندما طال الصمت تحدث عاصم بإحراج:
-أنت خارج ولا ايه ؟
رد يوسف بإختصار:
-رايح أتمشي شوية.
إنتهزها فرصة وتحدث بشهامة:
-تمام أنا كده كده نازل أجيب حاجات من تحت هنزل معاك أنت متعرفش حاجة هنا.
أومئ يوسف بإيجاب وقال:
-تمام.
خرج يوسف من الشقة مغلقاً الباب خلفه وتوجه برفقة عاصم الي الأسانسير والصمت يحلق فوق رؤوسهم يوسف ينتظر أن يتحدث هذا المغرور.
وعاصم كبريائه يمنعه من التحدث أو طلب المساعدة ينتظر أن يتحدث يوسف.
خرجوا من الأسانسير وكلاهما شاردا في ملكوته الخاص غير أبه بشئ ينتظر الآخر كي يتحدث.
طال الصمت مما جعل عاصم يتوقف عن السير توقف يوسف هو الآخروتسأل :
-وقفت ليه يا أبني؟
تنهد عاصم بضجر وعقب:
-حابب نتكلم.
جعد يوسف حاجبيه ساخرا وعقب:
-نتكلم ؟ ما تتتكلم هو حد مانعك يا سيدي ولا أيه.
رمقه عاصم بغيظ وصاح بنفاذ صبر:
-يوسف ما تستفزنيش لو سمحت.
حرك يوسف يده علي أذنه بإشارة معناها هل چننت وعقب متسائلا:
-أنت مجنون يا أبني هو أنا نطقت أصلا ولا أنت الي مستني حد يجر منك الكلام.
❈-❈-❈
زفر عاصم بحنق ولم يتحدث ضرب يوسف كف بكف واتجه له مربتا علي ظهره بنفاذ صبر وقال:
-أتفضل أتكلم يا حبيبي قول إنك غبي.
رمقه عاصم شذرا وصاح مستنكرا:
-في أيه يا يوسف بتعاملني كده ليه ؟ شايفني عيل صغير قدامك؟
هز يوسف رأسه بإيجاب وعقب:
-أيوة عيل صغير محتاج حد يداديك كمان أمشي عاصم وقول عايز تقول ايه يلا.
زفر عاصم بحنق وظل صامتا ممل جعل يوسف يصيح بضيق:
-في أيه يا عاصم أتعدل يا إبن عوني مش وقت لعب العيال بتاعك ده أتفضل أنطق عايزين نعرف هنعمل أيه في موضوعك أعقل كده مش وقت هبلك ده يلا.
تحركا سويا وتحدث عاصم بثبات:
-هنعمل أيه ؟
رد يوسف بإختصار:
-هنرجع مصر.
وقف عاصم متخصرا وصاح مستنكرا:
-نعم يا أخويا يعني أنت هازز وسطك من مصر وحاي لندن تقولي نرجع مصر يا سلام جاي تخدني أتحبس ؟
رمقه يوسف شذرا وعقب:
-هازز وسط شايفني رقاصة قدامك يا أخويا ولا ماسك صجات يا روح امك ؟
صاح عاصم بغضب:
-يوسف الا امي بقولك اهو امي خط آحمر.
زفر يوسف بضيق وعقب:
-والله جنبك إلي بتجر شكلي أعقل كده وخلينا نتكلم جد.
تهكم عاصم وعقب:
-انت الي بتهزر مش أنا أهو قال جاي ترجعني أتحبس ده اي الحلاوة دي يا راجل كنت فين من زمان.
تنهد يوسف بضجر وقال:
-إهدي كده وخلينا نتكلم بعقل أولا رجوعك ده خطة ولازم تتم أه هتتحبس مش هكدب عليك لكن في حبسك ده دليل براءتك هيظهر يا عاصم.
تحدث عاصم بصبر:
-طيب لو إفترضنا أني رجعت معاك فعلا وأتحبست زي ما أنت بتقول وأنت مقدرتش تثبت براءتي هفضل مرمي في السجن وقتها.
تنهد يوسف بصبر وعقب:
-لأ أطمن الدليل في إيديا.
تسأل عاصم بنفاذ صبر:
-طيب طالما كده ليه أرجع واتسجن ؟ ما تخلص كل حاجة وقتها ارجع انا.
حرك يوسف رأسه بلا وعقب:
-مع الأسف مش هينفع لسببين أولا الي معانا دليلة إدانة عامر مش براءتك ثانيا رجوعك هيخلي عانر يرتبك ويغلط وقتها هنقدر نجيب دليل براءتك وفي نفس الوقت عاصم يتسجن.
❈-❈-❈
إبتسم عاصم متهكما وعقب:
-يلا حلاوة يعني دي كلها إفتراضات يا إما تحص يا إما لا طيب لو محصلتش يا يوسف أنا هفضل قاعد في السجن بكمل باقي عمري هناك ولا سجن ليه أكيد هيتحكم عليا بالإعدام ولا مؤبد وأنت بقي هتيجي تزورني وتجبلي عيش وحلاوة صح بس مع الاسف مش بحب الحلاوة ابقي هات نوتيلا احسن .
لكمه يوسف في وجهه بغلظة مما حعل الآخر يتراجع الي الخلف واضعا يده علي أنفه التي تنزف بغزارة.
مسح يوسف علي وجهه عدة مرات وتحدث بنفاذ صبر:
-لو أنا مش ضامن براءتك أو أني أقدر أخرجك مكنتش هتلاقتي هنا قدامك من الأساس .
آخذ نفس عميق واستطرد قائلا:
-آولا البوليس معانا أطمن.
مسح عاصم الدماء بمحرمة ورقية وتسأل بعدم فهم:
-قصدك أيه مش فاهم؟يعني أنت متفق مع البوليس؟
أماء يوسف مؤكدا وعقب:
-في البداية كنت مستعين بجاسر أخو بيجاد لكن لما عرفت حقيقة عامر كان لازم أصعد الموضوع والداخلية تبقي معانا خطوة بخطوة.
تسأل عاصم بريبة:
-وعلي عارف الكلام ده فعلا؟
حرك يوسف رأسف نافيا وعقب:
-لأ ميعرفش التفاصيل دي أصلا غيري حتي لو علي معانا فعلا وعايز يساعدك بس عامر في الاول اخوه شقيقه.
تنهد عاصم بقلة حيلة وعقب:
-طيب هنرجع مصر امتي ؟
تسأل يوسف :
-تقدر تخلص ورقك هنا في قد ايه ؟
رد عاصم ببساطة:
-اوراقي تمام والباسبور جاهز.
تنهد يوسف براحة وعقب:
-تمام قدم إستقالة في شغلك وحجز علي آول طيارة نازلة مصر.
قطب عاصم جبينه وتسأل بعدم فهم:
-قصدك أيه مش فاهم؟ أقدم إستقالتي ليه ؟
رمقه يوسف بجدية وأجاب ببساطة:
-انت خلاص هترجع مصر ايه فايدة الاجازة ؟ مستقبلك هناك مش هنا.
هز عاصم راسه بلا وعقب موضحا:
-انا راجع مصر اثبت براءتي وأرجع ولادي لحضني وبس لكن انا مليش مكان في مصر من الأساس أبويا الي المفروض انه أبويا مش طايقني من الأساس ارجع انا بقي وعامر حبيب القلب يترمي في السجن تفتكر وقتها هيسمي عليا ولا ممكن يقبلني من الأساس.
تحدث يوسف بتريث:
-مفيش أب بيكره إبنه يا عاصم يمكن مراته عملت فجوة بينكم لكن انت ابنه واول فرحته .
ابتسم عاصم ساخرا وعقب:
-أنت مصدق نفسك بجد ؟ لو انا افرق معاه كان ساب اخوه هو الي يربيني او كان سابني من الأساس افضل سنتين هنا من غير ما يسأل عني أنت بتكدب علي نفسك ولا بتكدب عليا يا يوسف انا بالنسبة لعوني المغربي لا قيمة ولا وجود من الأساس لو انا فارق معاه فعلا ولا كان هيفرق معاه مراته ولا كلامها .
تنهد يوسف وعقب:
-الكلام ده سابق لأوانه يا عاصم ترجع مصر ونخلص مشكلتك والباقي أمره سهل أطمئن وقتها يمكن انت الي تصر تفضل في مصر جنب ولادك المهم عايز اي ماركت اشتري شوية حاجات هترجع معايا ولا هتروح شغلك.
رد عاصم باختصار :
-لا هخليني معاك اشوف هتجيب ايه وبعدين تروح اظبط امور شغلي.
أومئ يوسف بتفهم وعقب:
-تمام وأنا هحجز في آول طيارة نازلة مصر
تنهد عاصم وأماء بتفهم:
-تمام.
ربت يوسف علي كتفه وعقب:
-متقلقش كله خير بإذن الله يمكن عامر يفاجئنا وميقدمش حاجة.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على فم عاصم وعقب:
-أنا من رأي الأحسن يقدم الورق.
تسأل يوسف بعدم فهم:
-الأحسن إنك تتسجن ؟كلامك غريب الصراحة؟
رد عاصم موضحا:
-أحنا كده عارفين هو ناوي علي أيه أحسن ما يفاجئنا بحاجة تانية أحنا مش عرفنا.
حك يوسف ذقنه بأصبعه وتحدث مفكرا:
-وارد جدا أنه يكون بيفكر في حاجة تانية وأكيد ألعن عامر أخوك ده طلع شيطان.
ابتسم بعبث واستطرد قائلا:
-الغريب أنه ما كنش باين عليه أصلا ومع الأسف طلع مياه من تحت تبن كله كان يفتكر أنه سازج لكن مع الأسف بان علي حقيقته تعبان .
غمغم عاصم بتوعد:
-لو كان هو بقي أفعي أنا بقي حاوي ومش هرحمه علي سنين عمري إلي ضيعها.
❈-❈-❈
إستيقظ على وتطلع على الفراش جواره وجده خالي قطب جبينه بحيرة أين ذهب يوسف هو تأخر في النوم كثيرا نهض بتثاقل وخرج من الغرفة وجد بيجاد يجلس أمام التلفاز ويحتسي فنجان من القهوة جلس جواره وتسأل:
-صباح الخير يا بيجاد هو يوسف فين ؟
إستدار له بيجاد وتسأل بحيرة :
-هو مش نايم معاك في الاوضة ؟
حرك رأسه بلا وعقب:
-لأ صحيتي ملقتوش قلت يمكن قاعد معاك وانا أتأخرت في النوم.
مط بيجاد شفتيه بحيرة وعقب:
-لا أنا مشفتوش أنا لسه صاحي من شوية أصلا مكنش فيه صوت خالص ممكن يكون صحي بدري وخرج.
تسأل علي بحيرة:
-تفتكر راح لعاصم ؟
هز بيجاد رأسه نافيا وعقب:
-لأ معتقدش ممكن يكون نزل يتمشي ولا حاجة.
نهض علي قائلا وهو يتجه إلي غرفة النوم:
-أحنا محيرين نفسنا ليه هقوم أجيب الفون وارن عليه.
عاد بعد دقائق حاملا هاتفه وهاتف يوسف وجلس بضجر:
-سايب تليفونه هنا .
تحدث بيجاد مطمئنا :
-متقلقش أكيد بيتمشي شوية وجاي.
أومئ علي بتفهم وتطلع الي باب الشقة بخيبة أمل وتسأل:
-عاصم مجاش وخالف توقعاتي.
عقب بيجاد موضحا:
-حاليا بيبقي في المستشفى الي هو شغال فيها ميعاده هناك بدري.
تسأل علي بفضول:
-هو مش شغال في المستشفى إلى أنت شريك فيها ولا أيه؟
هز بيجاد رأسه نافيا وعقب:
-لأ رفض وهو الي دور واشتغل علي نفسه عاصم أخوك بأمانة ربنا عنده عزة نفس مشوفتهاش علي.
عقب علي مؤيدا:
-مش بيحب حد يبقي صاحب فضل عليه والحمد لله ربنا كرمه من وسع وفرجها عليه بس هو عامر منه لله.
ربت بيجاد علي فخذه وتحدث بأسف:
-متقلقش خير ان شاء الله وشدة وتزول ويرجع معاكم علي خير.
أمن علي علي دعائه:
-يارب يا بيجاد يارب.
تسأل بيجاد بفضول:
-تفتكر عاصم لو رجع وكل حاجة اتصلحت ممكن يرجع لعليا مراته تاني ؟
رفع علي كتفيه بحيرة وعقب:
-والله ما عارف يا بيجاد هو هيعمل ايه هو اه بيعشق عليا مش بيحبها بس زي ما قولت هو نفسه عزيزة عليه .
عبث وجه بيجاد وعقب:
-ربنا يهديه علي الأقل لو مش عشان حبه ليها هيبقي عشان خاطر أولادهم ملهمش ذنب في حاجة.
❈-❈-❈
ردد علي بتفهم:
-أنت متعرفش هو بيفكر في أيه ولا القدر مخبي ليه أيه يمكن تيجي من عند ربنا وهو قلبه يرق ويرجع تاني لعليا.
قطع حديثهم جرس الباب.
نهض علي قائلا:
-هقوم أشوف يمكن يوسف رجع.
فتح الباب وتأكد حدسه فكان الطارق يوسف ولج الي الداخل حاملا العديد من الحقائب وضعها جانبا.
تسأل علي بفضول:
-كنت فين يا أبني ؟
تحدث وهو يتجه الي المقعد يلقي بثقل جسده عليه :
-نزلت أتمشي شوية.
تهكم بيجاد وهو ينظر الي الحقائب وعقب:
-بجد طيب وأيه الشنط دي ؟ عيب يا يوسف عيب أوي.
تحدث يوسف بتبرير:
-بيجاد أحنا واحد وكمان دي شوية حاجات بسيطة أنت مش فاهم علي بيأكل كتير والاكل الي انت جبته مش هيقضيه لوحده.
تحدث علي بتذمر:
-نعم يا أخويا هو كل حاجة تجبوها فيا.
تنهد بيجاد بنفاذ صبر وقال:
-خلاص بقي خلونا في الجد عاصم جه.
اقترب علي سريع وجلس بفضول وهو يصيح بثقة:
-يا سلام طيب والله عيب عليا كنت واثق أنا .
رمقه يوسف بنفاذ صبر وعقب:
-إهبط شوية خلينا أتكلم.
وضع علي يده علي فمه بمعني أنه لن يتحدث وبدأ يوسف في سرد ما حدث لهم بينه وبين عاصم.
تنهد بيجاد براحة وعقب:
-طيب الحمد لله أنه عقل يعني خلاص هنرجع مصر ايه السرعة والجمال ده.
سقف علي بحماس وعقب:
-هايل بجد طيب هنسافر امتي ؟
رمقهم يوسف متهكما وهز رأسه بيأس من جنون هؤلاء الحمقى يظنون أن المهمة ستنتهي بنجاح بعودة عاصم لا يدركون أن بعودتهم سيفتحون علي أنفسهم أبواب الجحيم لا محالة.
توقف علي عن التهليل عندما وجد يوسف شاردا فتسأل بحيرة:
-أيه يا يوسف مالك سرحان في أيه ؟
تنهد يوسف بضيق وعقب:
-لأن في حاجة مش واخدين بالكم منها برجوعنا أبواب الجحيم هتفتح علينا الأمر مش سهل زي ما أنتوا متخيلين.
تحدث بيجاد بتفهم:
-عارف طبعا أن الموضوع مش سهل بس وقتها هنبقي في مصر ومش لوحدنا متقلقش كل حاجة هتخلص وتعدي وكل حاجة هتبقى كويسة.
أغمض يوسف عينيه بتمني وقال:
-يسمع منك ربنا بجد نفسي أغمض عيني وأفتح يبقي الموضوع ده خلص وكل حاجة بقت طبيعية.
أكد بيجاد علي حديثه:
-أطمئن كل حاجة هتعدي وبعدين الي تخاف منه هو ده الي بيبقي كويس أطمئن عارف حياة وحشتني أوي.
إبتسم يوسف بخاف وتسال بعبث:
-حياة ولا أم حياة ؟
ضحك بخفة وعقب:
-أن جيت للحق الأتنين وحياتك هما دنيتي حياتي كلها عارف انا معرفتش انام طول الليل متعود ان حياة بتنام علي قلبي من يوم ما اتولدت حاسس بالغربة وفراغ بجد.
أبتسم يوسف بعذوبة:
-ان شاء الله نرجع وتفضل في حضنك بإذن الله.
❈-❈-❈
إستيقظ من غفوته وهو يشعر بخدر في حسده وثائر جسده فتح عيناه ببطئ فتقابلت عيناه بخاصتها رفع رأسه من فوق قدمها وتسأل:
-وه لساتك جاعدة كيف ما أنتي ؟
ردت بإيجاب:
-أيوة.
اعتدل على الفراش ضاربا كف بكف:
-أيوة أيه يا واكلة ناسك أنتي كأنك أتچنيتي أنتي حبلة يا بت الناس لازم ترتاحي زين.
تحدثت بتبرير:
-كنت ساندة ضهري علي السرير وكمان انا مش بعرف أنام علي ضهري ولا جنابي بتعب نومة الضهر مريحة ليا.
تنهد براحة وقال:
-يعني أنتي زينة؟
أومئت بإيجاب:
-أيوة الحمد لله أنت كويس ؟ الصداع راح ؟
أمسك يديها الإثنتين واضعا فوق كل منهم قبلة وسط صدمتها وخجلها ووجها الذي بات يشبه ثمرة الكريز الناضجة وغمغم بحنان لم تستشعره منه من قبل:
-تسلم يدك يا غالية يدك فيها الشفا.
ردت بخجل:
-تسلم من كل شر.
ترك يدها و نهض بتثاقل مغمغما بوهن:
-أنا داخل أتسبح جهزيلي خلجاتي عجبال ما أخرچ.
تحرك صوب المرحاض وسط تعجب وصدمة حنين مما تفوه به ومما فعله لا تصدق نفسها حتي الأن تشعر أنه ليس هو شريف فقد تغير 360 درجة الي الأفضل تنهدت براحة ونهض تجهز له ملابسها داعية الي الله هدايته لأجلها هي وطفلها.
يتبع…..
يتبع……
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
التعليقات